ربما لم ننتبه خلال هذا العام أننا قد نشهد مرة أخرى موجة من موجات الـ ( فلاش كراش ) التى قد تصيب الأسواق بشكل مفاجئ ، أحيانا تتركز على عملة واحدة أو أصل واحد ، وأحيانا تؤثر على بعض العملات الآخرى بالتبعية ، لكن الطريف أن الأسواق مؤهلة حاليا لشكل آخر من أشكال الفلاش كراش قد يصيب معظم أصول التداول في أي لحظة والأكثر طرافة أننا وقتها سنجد أننا كنا أمام إحتمال منطقي للغاية بل ومن المفترض أن يكون متوقعا لكننا لم ندركه تأثرا بإنشغالنا بتداولاتنا المحمومة وإنشغالنا ببيانات إقتصادية تحرك الأسواق بعض الشئ وتغافلنا عن ما قد يحركها بشكل حاسم لدقائق تكون كافية لتكوين ثروات للبعض وتحقيق خسائر لا تعوض للأغلب الأعم من المتداولين
عام 2020 لديه كل الأسباب المقنعة كي نشهد فلاش كراش مفاجئ ، بدأنا مع كورونا فايروس ، للطرافة هذا الفايروس بمفرده يمكن أن يتسبب في فلاش كراش غير مسبوق ، لو إنتقلنا من حالة الطوارئ إلى الإنذار البرتقالي بفقدان السيطرة وخروج مقاطعات صينية عن السيطرة مع تأكد وجود بضعة آلاف من الصينين حاملي المرض إنتشروا عبر مطارات العالم سيكون الأمر كافيا ، وسيكون أكثر من كاف إذا ما تعرضت أية دولة غربية لخروج المرض عن السيطرة على غرار ما يحدث في الصين ، مجرد ظهور أعداد من المصابين مع تسجيل بعض الوفيات سيكون كافيا جدا للتأثير بشدة على الإقتصادات الأوروبية التى تبحث عن التعافي من آثار أزمة اليونان ، وتوابع خروج بريطانيا ، وأزمات القوميين الميالين إلى الإستقلال عن الإتحاد الأوروبي .. جزء مما تعانيه الصين لو إنتقل إلى أوروبا سنشهد فلاش كراش مؤكد على أزواج اليورو والمؤشرات الأوروبية بشكل غير مسبوق
عام 2020 أيضا لديه المزيد في جعبته ، هو العام الإنتخابي الأمريكي ، لدينا رئيس سليط اللسان يرتكب الكثير من الأخطاء لكنه لن يرحل ولا يوجد في المعسكر الديمقراطي من يواجهه أو يمثل خطر أو منافس إنتخابي حقيقي له ، بقاء دونالد ترامب داعم لكل المؤشرات ا لأمريكية ولا شك ، وهو أيضا داعم لدولار متوازن ، لكنه أيضا يحمل مخاطر التدخل العنيف في أي بقعة من العالم ويمكنه أيضا أن يمارس هوايته المحببة في فرض الرسوم الجمركية على أوروبا أو غيرها في أي وقت
لكن ماذا لو إختفي دونالد ترامب من الساحة .. يمكن بالطبع أن يختفي بالوفاة الطبيعية أو بالإغتيال ، تاريخ الولايات المتحدة يثبت أن الرؤساء الأقوياء كانوا أكثر عرضة للإغتيال من غيرهم لا سيما أن دونالد ترامب بقدر ما يخدم مصالح طبقة رجال الأعمال وول ستريت فهو أيضا يضع الكثير من المؤسسات الأمريكية تحت السيطرة بشكل غير مسبوق من المخابرات وحتى البنتاجون والخارجية ناهيك عن الإف بي آي
عام 2020 أيضا لديه المزيد والذي قد يكون أقل إحتمالا بشكل أو بآخر فقد أصبح لدينا شرق أوسط هادئ مثل قبور الموتي لكنه على برميل من البارود ، صفقة القرن لا ترضي الكثيرين لكن لا أحد فعل سوى بعض المسيرات والمظاهرات ، الشعوب ربما تكون رأيا آخر وأقوى مناطق الإستقرار قد تنفجر في لحظة دون سبب محدد كعادة الشرق الأوسط ، الأزمة الفعلية لن تكون إمدادات النفط فهذا العهد قد ولى تماما عندما كانت أي أزمة في الشرق الأوسط تخيف العالم من توقف أو تأثر إمدادات الطاقة ، لكن لا ننسي أن لدينا قواعد أمريكية منتشرة في المنطقة ولدينا نفوذ إيراني كبير وقوى في كل المنطقة ، وأيضا لدينا فوضي قد تغير كل الأوضاع في العراق بينما لدينا أزمة مشتعلة في اليمن دون حل ، برميل بارود لا ينتظر سوى عود ثقاب ليشعل كل تلك المنطقة الممتدة من اليمن وحتى حدود تركيا ومن إيران وحتى موريتانيا على ضفاف المحيط في لحظة ، سيكون ذلك كافيا تماما للتأثير على إقتصاد كبير وضخم ومتشعب مثل اليابان والتى لديها مخاوفها الدائمة من جهة البحر الأصفر وتجاه كوريا الشمالية وحتى تجاه الصين بشكل أقل
إختصارا العالم في 2020 لديه ما يكفي ويزيد لنشهد في أي لحظة فلاش كراش جديد قد يكون مختلفا تماما عن كل ما سبق ، أكثر عنفا وإستدامة ، وأكثر تأثيرا وأعمق زمنيا من كل ما شهدناه بعد الكساد العظيم بدايات القرن الماضي
0 Comments