Sidebar Ads

البريكزت تقدير موقف لقوى الرفض والموافقة قبل تصويت اليوم وتوقعات ما بعد الخروج

يبدو أن السيد بوريس جونسون يتمتع بفضيلة النسيان بشكل واضح فرغم أنه كان وبقوة ضد نفس تلك الصفقة التى يروج لها تقريبا عندما كان أحد أعضاء حكومة رئيسة الوزراء السابقة تيريزا ماي ، فإنه الآن يروج كمندوب مبيعات لا يهتم سوى بتحقيق مبيعات أكثر لنفس الصفقة التى رفضها من قبل وإستقال بسببها ولعلنا نتذكر أنه من قال حرفيا : ("لن أسمح للاتحاد الأوروبي أو أي شخص آخر تحت أي ظرف من الظروف  بإنشاء أي نوع من التقسيم عند البحر الأيرلندي أو اضعاف اتحادنا. هذا هو السبب في أنني استقلت. إنه ابتزاز أخلاقي لا يمكننا القبول بهذا ".


لكن يبدو أن السيد بوريس جونسون عندما أصبح رئيسا للوزراء بسبب الأحداث التى واكبت الرفض الثالث لصفقة تيريزا ماي وليس بسبب شعبيته الطاغية ، قد تحول من معارض للصفقة إلى متبنى لها بكل قوة ، هو أراد العودة بورقة أو صفقة أيا كان فحوها ، ستراتيجيته التى إتبعها يبدو أنها تحقق بعض النجاح الآن ، هو يعتمد على فرضية تقول بأن رفض تلك الصفقة قد يدفع بإتجاه إستفتاء بريكزت جديد وأن إستطلاعات الرأي تقول بأن إستفتاء جديد قد يخرج بنتيجة رفض مواطني المملكة لترك الإتحاد الأوروبي ، وفقا لذلك فإن مؤيدي البريكزت سيكون عليهم دعم صفقة سيئة للغاية والخروج من الإتحاد الأوروبي بدلا من رفض تلك الصفقة السيئة للغاية والمخاطرة بإستفتاء قد يبقيهم جزء من الإتحاد الأوروبي
          لمتابعة حسابي الرسمي على تويتر
         لمتابعة صفحتي الرسمية على فيسبوك

ربما أكبر الرابحين هي آيرلندا التى تحصل تماما على ما تريده حاليا ، فعليا ستكون وفقا لتلك الصفقة ضمن المنظومة الجمركية الأوروبية وإسميا ضمن المملكة المتحدة فتلك الصفقة فعليا تبقي أيرلندا الشمالية في اتحاد جمركي فعلي مع الاتحاد الأوروبي
الإتحاد الأوروبي إستفاد كثيرا من تحليله للأحداث ، كان يدرك أن ستراتيجية التفاوض البريطاني كانت تقوم على سياسة حافة الهاوية ، معارضة حتى اللحظة الأخيرة قد تدفع الإتحاد الأوروبي لتقديم تنازلات هامة لبريطانيا لكن ما حدث أن سياسة حافة الهاوية كانت ضاغطة أكثر على أعصاب بوريس جونسون الذي قدم فعليا كل التنازلات التى بيده للإتحاد الأوروبي ليعود بصفقة تعد نسخة طبق الأصل من صفقات تيريزا ماي التى خرجت بسببها من رئاسة الوزراء

حاليا سيكون علينا إنتظار جلسة التصويت الهامة والمضطربة والتى يتوقع الكثيرون أن تأتي بالموافقة على تلك الصفقة السيئة وهو ما ينعكس على أسعار تداول الجنيه الإسترلينى الذي إرتفع كثيرا خلال تداولات الأسبوع الماضي وأغلق إيجابيا بشكل واضح بإنتظار جلسة اليوم كما لو كان المتداولين واثقين للغاية من تمرير الصفقة
لكن الصفقة تواجه بعض قوى المعارضة التى ستبذل كل ما بوسعها للتصويت بالرفض لتلك الصفقة
لدينا كتلة الـ 21 والتى تمثل المحافظين الـ 21 الذين طردهم جونسون من الحزب بسبب تصويتهم ضده، ومن المحتمل أن يدعم البعض الموافقة على تلك الصفقة ما لكن ليس كلهم
المحافظين إجمالا يرون أن : لا صفقة أفضل من صفقة سيئة ، وقد ينعكس ذلك على شكل تصويتهم اليوم
أحزاب المعارضة إجمالا قالت أنها ستعارض تلك الصفقة ، لكن يُعتقد أن بعض نوابها قد يوافقوا عليها لحظة التصويت ضد توجه أحزابهم
الطريف أن مؤيدي البريكزت سيكون عليهم دعم تلك الصفقة السيئة والخروج من الإتحاد الأوروبي بدلا من رفض تلك الصفقة السيئة للغاية والمغامرة بالقبول بإستفتاء جديد قد يبقيهم ضمن الإتحاد الأوروبي الذي حاربوا كثيرا للخروج منه
حتى الآن يحاول السيد كابرون أحد أهم السياسيين البريطانيين حاليا توضيح الأمر في صيغ بسيطة للجميع بأن ما قدمه الإتحاد الأوروبي وما وافق عليه بوريس جونسون هو الأسوء على الإطلاق وأن ما قدمه أسوء مما قدمته تيريزا ماي ، لكن مساعي كابرون لإفشال التصويت تبقى نسبة نجاحها ليست كبيرة وليست ضئيلة حتى اللحظة النهائية
لكن يبدو أن معظم المتابعين يرون أن الصفقة ستمر وفقا لما قدمه بوريس جونسون وأن البريطانيون وصلوا إلى مرحلة من الإرهاق ستدفعهم للتوقيع على صفقة اللحظات الآخيرة بدلا من إنتظار ما قد لا يأتي ، وهذا تحديدا ما يدفع سعر صرف الجنيه الإسترلينى للصعود

لكن حتى هذا الصعود والذي سيستمر في حالة تمرير الصفقة لن يدوم وسيصطدم بعد وقت وجيز بسلبيات الخروج وفقا لصفقة سيئة ومتاعب الخروج البريطاني القانع من الغنيمة بالإياب لنراقب صعودا كبيرا للإسترلينى قبل أن تبدأ دوامة المشاكل والأزمات الإقتصادية وحتى السياسية تتصاعد داخل المملكة خلال وقت وجيز 

Post a Comment

0 Comments