Sidebar Ads

الصين تدخل الإنتخابات الأمريكية منافسا لدونالد ترامب والذهب والمؤشرات ضمن المعركة


منذ الثامن من أغسطس وحتى اليوم نتداول ضمن منطقة حرجة للغاية حدها العلوي 1510 وحدها السفلي 1487 ويمكن أن تقول ببساطة : لقد زرنا المنطقتين من قبل ، تلك الحقيقة مربكة بعض الشئ فبعد رالي صاعد لم يتوقف منذ نهاية شهر مايو صعودا من 1278 لم يتوقف الذهب لإلتقاط الأنفاس إلا مرة واحدة يوم 31 الماضي هبوطا من 1417 نحو 1400 لوقت قليل قبل أن يعود للصعود مجددا فيما يشبه استراحة محارب منحته القدرة على التسلق نحو 1510 قبل أن يتنازل عن تلك القمة نزولا الى 1487 لمرتين تقريبا


هذا الشكل من التداول أربك الحسابات كثيرا فهناك من راهن على الهبوط ( وأنا منهم ) وهناك من راهن على الصعود ، وحتى من راهن على الصعود جاء رهانه بعيدا ، المستويات التاريخية جذبت انتباه ثيران الذهب ، مستويات مثل 1900 أصبحت تداعب الكثيرين – رغم غياب العناصر المتوافرة وقتها – وعلى الجانب الآخر هناك من ينظر لسيناريو السقوط الذي أعقب الصعود التاريخ السابق ( ومرة أخرى أنا ضمن هذا الفريق ) ، ولأن الأسواق لا تهتم كثيرا بما نكتبه أو على الأقل المعدن الأصفر يظهر تجاهلا تاما في حركته ، بينما يتوقع البعض استكمال سريع للصعود نحو 1550 يترنح متراجعا أسفل 1490 وبينما يبدأ آخرين في البيع يستعيد عافيته ليلامس منطقة 1510



رغم حالة الإختراق التى مارسها فجر هذا اليوم نحو 1518 لأول مرة منذ سنوات والتى تفتح له المجال نحو مزيد من الصعود إلا أن الذهب سيكون عليه اختراق مقاومتين جديدتين الأولي عند 1531 والثانية عند 1541 وكلا المقاومتين هامتين جدا فليس فقط القدرة على الاختراق هي ما يهمنا ولكن نمط الاختراق هل سيتم بسرعة أم سيتم بكثير من المعاناة ، حتى الآن الذهب يتداول دون ارتباط حقيق بالدولار المتراجع فنجده يرتفع حتى أمام اليورو الأكثر وضوحا في سعر الفائدة وبرامجه التيسيرية ، الذهب يرتفع لأسباب أخرى لا علاقة لها بضعف الدولار أو اليورو

الأسباب نفسية بالأساس وتعبر عن قلق المستثمرين من الأيام القادمة ، التباطؤ ، نذر الحرب التجارية ، رهان الصين على الخلاص من دونالد ترامب في الإنتخابات القادمة
أيضا اقدام البنوك المركزية على زيادة حيازاتها من الذهب إلى جانب فقدان شهية المخاطرة على المؤشرات والأسهم
لكن لا أحد من تلك العوامل سيبقى لفترة طويلة ، فلا الحرب التجارية مع الصين ستستمر كثيرا بعد أن أظهرت الصين قدرتها على إلحاق الضرر بخطط ترامب الاقتصادية ببساطة شديدة عبر تسعير عملتها ، ولا الادارة الأمريكية ستظل مستمتعة بما يحدثه ترامب من فوضي بينما تنهار المؤشرات والأسهم في إنتظار جديد الصين الذي قد يأتي بتخلي عن حصة من سندات الخزانة الأمريكية
وترامب نفسه يعلم أن الصين كما لو كانت قد أصبحت منافسه الحقيقي في الإنتخابات القادمة ، عرقلة والغاء عقود استيراد المنتجات الزراعية تصب مباشرة في مصلحة أي أحد آخر غير دونالد ترامب ، داعميه من المزارعين الذين راهن عليهم كثيرا تلقوا ضربة قوية خلال الأيام الماضية بسبب خلافه مع الصين واللطمة التى تلقوها قاسية للغاية بعد الغاء عقود والتوقف عن استيراد المزروعات الأمريكية ، لم يعد الأمر جذابا لهم فرغم حديث ترامب الأخير عن كيف دعمهم وحقق لهم الأرباح هم يعانون بقرار واحد من الصين من تبعات الأزمة ويدفعون الفاتورة من أموالهم الخاصة

                                                                                                   
يبقى لدونالد ترامب القليل ليفعله أمام الصين ، الضغط على الفيدرالي لخفض سريع ومؤثر للفائدة ، تعريفات جمركية جديدة ، بعض التويتات
أما الصين فيبقى في جعبتها الكثير ، هي قادرة على تحريك سعر الصرف للدولار الأمريكي بأسرع مما يستطيعه الفيدرالي الأمريكي ذاته
وهي بقدر ما منحت مخزون الذهب الأمريكيه قيمة مضافة بسبب ارتفاع اسعار الذهب ، قادرة على تحريك سعر الذهب دون عناء نحو مناطق لا يحبها الأمريكان اعتمادا على احتياطيها المبالغ فيه من الذهب
وحتى فكرة العملة الرقمية المقلقلة لكثير من البنوك ، تبدأ الصين قريبا جدا في إطلاق عملة رقمية سيادية جديدة لابد أنها ستستحوذ على اهتمام الجميع وتحقق لها الكثير والكثير بصرف النظر عن عملتها التقليدية
ويمكن للصين ببساطة أن تتسبب في حالة نجاح تطبيقاتها الالكترونية الجديدة في أن تخلق بديلا لـ ( جوجل ستور ) من أجل هاتفها   مما قد يسحب الكثير من رصيد أحد أكبر اللأصول الأمريكية التى تتيح لأمريكا التواجد على هواتف سكان الكرة الأرضية بإرادتهم الحرة

فعليا يبدو أن الصين قد قررت الصبر ( وهي تسمتع به دائما ) إلى حين إزاحة دونالد ترامب عن الصورة عبر الأدارة الديمقراطية الأمريكية في الإنتخابات القادمة
ويبدو أن التدخل الروسي في الانتخابات الماضية وما أثاره الديمقراطيين عن تدخلات روسيا لصالح دونالد ترامب ، سيكون على الجمهوريين أن يثيروا مثله اذا ما قررت الصين الضغط أكثر على دونالد ترامب وإقصاءه عن الصورة في الإنتخابات القادمة وسيصبح لدينا رئيس أمريكي أتي به الروس و أسقطه الصينيون ولعب الناخب الأمريكي دور الجمهور المتحمس لا أكثر

لكن المصالح تميل للتصالح دائما، دونالد ترامب يمكنه أن ينقذ ماء وجهه خلال جولة المحادثات القادمة ، والصين يمكنها أن تتراجع خطوة للخلف ، بمعنى أنه يمكن إنجاز إتفاق ما حتى لو كان بمكاسب شكلية للجميع وفي تلك الحالة سنشهد تحركات عنيفة جدا على الأسهم والمؤشرات التى ستصعد بشكل سريع وعنيف بينما سيتراجع الذهب في تلك الحالة نحو أولى مناطق الدعم عن 1300 وربما يسقط عنها بعض الشئ

لذلك مازلت أفضل عدم الشراء للذهب والبحث عن فرص مناسبة لشراء المؤشرات ، أما بالنسبة للذهب فيبقى الأمر غير خطر في حالة التداولات صغيرة الحجم ، لوت ميكرو من المستويات الحالية لن يحدث فارقا في حساب أحد وعلى العكس اذا ما ظهرت بوادر هدوء في النزاع بين ترامب والصين فإننا قد نتجه نحو الدعم البعيد عند 1300 ، وحتى اذا لم يحدث حاليا فلا ننتظر الكثير من الذهب أبعد من 1550 بكثير  وحتى القمم التاريخية 1700 و أكثر ستعتبر مناطق رائعة لإعادة البيع هذا أذا تحققت أحلام ثيران الذهب بالوصول لتلك المناطق



Post a Comment

0 Comments