Sidebar Ads

لهذا السبب وحده لن نبيع المؤشرات الأمريكية


لا يبدو أن بائعي المؤشرات الأمريكية قانعين بفساد الرهان على بيع المؤشرات الأمريكية وهو الرهان الذي بدأ فعليا بعد تولي الرئيس دونالد ترامب الرئاسة بفترة قصيرة حيث منذ ذلك الحين عاصرنا موجات واضحة من صفقات البيع على المؤشرات الأمريكية داوجونز وناسداك كان يبدو أثرها واضحا حيث تعمل كمفعل للموجات التصحيحية الهابطة على المؤشرات الأمريكية لكنها لم تستطع في أي مناسبة خلال السنوات الماضية أن تعكس الترند الصاعد الذي بدأ مع تولي دونالد ترامب للسلطة



حاليا ورغم القمم التاريخية التى سجلتها المؤشرات الأمريكية إلا أن التوجه نحو البيع يبدو بعيدا تماما وحتى التراجعات التى عاصرناها بالأمس على ناسداك وداوجونز أتت في إطار التراجعات التصحيحية ولم يؤثر على ذلك لا فيروس الصين الجديد ولا المضي قدما في محاكمة الرئيس الأمريكي برلمانيا
فعليا لابد أن نعترف أن دونالد ترامب أدار معاركه بذكاء وجرأة ، حرب تجارية معلنه مع الصين ، إصرار على التنصل من كل ما وصل إليه أوباما مع إيران ، تلويحات بعقوبات جمركية على الإتحاد الأوروبي إلى جانب إبتزاز واضح ومعلن للمنطقة العربية
لكنه في النهاية لا يهمه سوى النتائج ، رجل تويتر المحب للزهو بمستويات المؤشرات الأمريكية غير المسبوقة يبدو مدعوما ببيانات إقتصادية قوية لكنه يبقى رغم محاولات العزل قادرا أكثر من غيره علي تولي فترة رئاسية أخرى ببساطة ودون تعقيدات لأسباب كثيرة فبداية هو أول رئيس أمريكي يواجه الصين بتلك الضراوة كتفعيل لأحد وعوده الإنتخابية التى قطعها قبل إنتخابه ، وبالفعل أثبت أنه قادر على الوصول لإتفاق أفضل مع الصين حتى لو بقت بعض بنوده سرية
مع إيران وجه ضربة سريعة ثم قبل برد فعل محدود ويبدو أن ( مقبول ) أنهي تماما حالة التوتر في تلك المنطقة وحافظ على إيران تحت الضغط لكن دون تهور وهو ما يمكن أن يضيف لرصيده الكثير
والآن ورغم المحاكمة البرلمانية الحالية إلا أن كل المؤشرات تشير إلى أنها ستكون (تحصيل حاصل ) وأن توليه فترة رئاسية جديدة مسألة وقت لا أكثر لا سيما أن ترامب بدأ فعليا الدعاية الإنتخابية بإستخدام عملية قاسم سلماني من ناحية والإتفاق التجاري الأمريكي الصينى من ناحية أخرى إلى جانب نسب البطالة المتراجعة بقوة خلال فترة رئاسته والبيانات الإقتصادية التى يمكن أن يقدم مقارنة لها بين يوم توليه الحكم واليوم ، فعليا رجل تويتر الذهبي والعازف عن التعامل مع الإعلام الأمريكي التقليدي قادر على إنتزاع فترة رئاسية ثانية ستكون ولا شك أكثر جرأة في التحرك حيث لن يكون مقيدا بمحاذير كون الدستور الأمريكي لا يسمح بفترة رئاسية ثالثة ولذلك لن يكون دونالد ترامب مضطرا للتقيد بأي شئ خلال الفترة الرئاسية الثانية

وبما أن داو جونز إضافة لناسداك يتحركان بدعم واضح من السيد دونالد ترامب الذي يذيع أخبار المؤشرات الأمريكية على حسابه الشخصي على تويتر ويحتفل بالمستويات الجديدة بشكل مستمر بل ويقدم شارت البورصة لناخبيه بإعتباره أحد إنجازاته فلا نرى ما ينبئ عن قرب حدوث ما يتوقعه البعض من إنفجار فقاعة الأسهم الأمريكية لا سيما أن القيمة الحالية للدولار الأمريكي سمحت له بإدخال أسواق للتصدير لم تكن متاحة من قبل بينما سمح الإتفاق التجاري مع الصين بإضافة المزيد من الفرص التجارية الهامة للشركات الأمريكية بينما قيد يد الصين فعليا داخل أمريكا فيما يخص الملكية الفكرية
لذلك سنرى عاما إنتخابيا يراهن فيه محبوا الداوجونز وناسداك على فوز دونالد ترامب وربما يعتبرون المناطق الحالية للمؤشرات الأمريكية فرصة لن تتكرر لتعزيز المشتريات بينما لابد أن خسائر البائعين قد تدفعهم للتعويض بصفقات الشراء حاليا وحتى نهاية العام الإنتخابي وبالتالي قد نشهد تخليا عن حيازات بعض الأصول الأخرى لصالح شراء المؤشرات الأمريكية التى (تضاعفت ) قيمتها على مدار الأربع سنوات الماضية ومن يدري ما هي نسبة النمو التى يمكن أن نتحدث بعدها عن أي تراجعات جذرية محتملة في قيم تداولاتها لكن الأكيد أن ذلك لن يكون قريبا

Post a Comment

0 Comments