ربما كان
البعض يرى أن العام 2019 هو العام الأفضل للمعدن الأصفر لكن هؤلاء يتغافلون تماما
عن عن الإنطلاقة الحقيقية الأولي للذهب والتى تحرك خلالها من ما دون الألف دولار (
سعر التداول عام 2009 حول 800 دولار ) إلى قمة الـ 1215 في ديسمبر 2009 والتى مثلت
إنطلاقة حقيقية في أسعار تداول لنختتم عام 2011 أعلى من 1900 دولار وهي منطقة
المقاومة التى بدأت فيها الأسعار تتراجع مستهدفة أدني من 1046 مع أجراس عيد
الميلاد عام 2016 وهو المستوي الذي أسس منطقة دعم منحت الذهب القدرة للصعود نحو
مناطق التداول الحالية لكنها إستغرقت ثلاث سنوات دون أن تستطيع الوصول إلى قمة
2009
لذلك قد تبدو
مسيرة المعدن الأصفر مختلطة ومشوشة بعض الشئ وحتى آراء المحللين تبدو شديدة
التباين فبين من يؤيد إعادة التاريخ لنفسه مرة أخرى بالوصول خلال 2020 أو بعدها
بقليل إلى قمة 2009 ومن يرى المستويات الحالية مناسبة للبدء بصفقات البيع مع
إستهداف قيعان 2016
لكن لو نظرنا
بشكل مختلف لشكل التحرك قد نري في الصعود الحالي تصحيح لموجة الهبوط من 1900 إلى
1045 وبالتالي سيكون علينا إنتظار موجة هابطة فعليا بإتجاه مناطق الدعم وقيعان
2016 لكن لا يمكن أن نحدد المستوي الذي سيكون كافيا لإنتهاء تلك الموجة الصاعدة
خاصة أن الموجة التصحيحية حتى الآن لا تمثل سوى 50% قياسا للمستويات التى هبط منها
الذهب بإتجاه قاع 2016
أكاد أجزم أن
لا أحد بيننا يمكنه أن يتوقع إلى أين يتحرك الذهب فعليا ، هل يواصل الصعود نحو
مستويات 1900 مجددا أم أننا ضمن مستويات مناسبة للبيع دون خوف
في حالات عدم
اليقين لا نفضل على الإطلاق وضع السؤال بتلك الطريقة فالدخول في صفقات بناء على
أسئلة من هذا النوع قد يمنحنا تداولات تشبه لعبة الروليت الروسية التى لا نعرف
تحديدا متى تنطلق الرصاصة الوحيدة في الخزانة والتى رغم كونها رصاصة واحدة ضمن
خزانة فارغة إلا أن إحتمالة الخطأ وإنطلاق الرصاصة لا يجعل إتخاذ قرار بناء على
قياسات بهذه الطريقة يمكن وصفه بالحكمة
هل نتوقف عن
التداول؟
في الواقع
فإن خطر التداول لا يضاهيه خطر أكبر من التوقف عن التداول على أحد الأصول فتلك
النقود العالقة وغير المستغلة قد تكون عالقة في حيازات خاطئة
هل هناك حل
لذلك المشهد الضبابي ؟
ربما كان
الحل أسهل كثيرا مما يتوقع البعض ممن يميلون للحسابات المعقدة أكثر من اللازم ، لا
سيما أن هذا الحل سيكون هو نفسه الحل الذي نتبعه مع باقي العملات والأصول خلال عام
2020 ( المؤشرات أيضا إرتفعت كثيرا وتثير نفس الأسئلة التى يثيرها الذهب ، وأزواج
العملات تتداول حول مستويات مرهقة لأي محلل )
الحل ببساطة
قد يكون عنوانه هو التداول على الشارتات الصغرى دون النظر إلى شارتات اليومي
والشهري والأسبوعي ، نتداول بما نراه فقط مع تطبيق قواعد التحليل والتداول بدقة
إضافة إلى الإلتزام بسياسة إدارة رأس مال صارمة
شارت النصف
ساعة وفي نظرة إحصائية قمت بها خلال عام 2019 كان أفضل الشارتات التى تمنح
المتداولين فرص لجني الربح مع تعرض أقل للأسواق
وبالنسبة لمن
لا يميلون إلى شارت النصف ساعة فلا أنصح بإعتماد شارتات أكبر من شارت الأربع ساعات
خلال 2020
سيكون لدينا
عام إنتخابي حافل في الولايات المتحدة الأمريكية ، وسنكون على موعد مع أوربا جديدة
بعد الخروج البريطاني ، كما قد نشهد بعض التطورات على الأداء الإقتصادي الصينى وقد
نشهد بعض الأمور في هونج كونج على سبيل المثال بينما لا يمكن الإطمئنان كثيرا إلى
متانة البنية الجيوبولوتيكية في منطقة الخليج على سبيل المثال إضافة إلى أنه حتى
المناطق الهادئة مثل كندا لا يمكن أن ننظر لها بمعزل عن توقعات الطلب على النفط
وتأثير النفط الصخري من ناحية وقدرات بحر الشمال خلال الفترة القادمة
ننتظر أن
نشهد تداولات متباينة جدا خلال عام 2020 وربما لأعوام أخرى تليه وقد نشهد إنفجارا
لفقاعة الأسهم والمؤشرات أو نصطدم بأزمة إقتصادية عالمية أو حتى إنكماش إقتصادي
لأي سبب
لذلك وعلى
المستوي الشخصي أجد أن الحل الأمثل هو الإلتزام بالحذر والتداول على الشارت الذي
لا يعرضنا كثيرا للأسواق وهو شارت النصف ساعة مع الإبتعاد حاليا ولفترة طويلة
قادمة عن التداولات طويلة الأمد والتى قد يميل لها البعض ليس لجدواها ولكن لأن
نتائجها البعيدة تمنحهم مساحة زمنية أفضل للهروب من مواجهة خطأ الإستدلال وفساد
التحليل
في كل
الأحوال وكمثال صغير على ما أسلفت سنجد أن هناك توقعات بأن يصل سعر تداول الجنيه
الإسترلينى مقابل الدولار إلى مناطق أعلى من 1.4
وأن سعر تداول اليورو دولار سيعود لمناطق الـ 1.2 وأن هناك إمكانية لتراجع
سعر زوج الدولار ين إلى مناطق الـ 102
لكن هناك
توقعات أخرى ولأسباب وجيهة للغاية تجد أننا قد نشهد تراجعات نحو مناطق 1.27 على
الإسترلينى دولار و 1.08 لليورو دولار ، وأن الدولار ين قد يلامس مناطق الـ 112
ولكل وجهة
نظر من المطروحة وجاهتها وأسبابها وقد يتحقق أي سيناريو من تلك السيناريوهات أو
حتى يتحقق السيناريوهان لذلك لا أميل كثيرا خلال العام القادم وربما لأعوام قادمة
إلى التداول بأهداف كبيرة والتعرض كثيرا لتذبذبات الأسواق ضمن هامش حركة كبير لا
سيما أن ما كنا نأخذه على الفريمات الصغري من قلة عدد النقاط المتاح إليها أصبح
أمرا من الماضي وأصبح من السهل أن تجد على الفريمات الصغري نفس النقاط المتاحة الى
كنت تجدها على شارت الأربع ساعات على سبيل المثال
مرة أخرى عام
2020 هو عام التداولات السريعة التى تلاحق الإيقاع السريع للتحركات التى ننتظرها
على كل الأصول ، وأكثر الرابحين خلال السنوات القادمة سيكونون الأكثر رباطة للجأش
ومن يجيدون قراءة السوق والدخول إليه دون النظر للتاريخ والتعامل بما يرونه وليس
بما يتذكرونه أو ينتظرونه أو يميلون نفسيا إليه
عام سعيد
للجميع
0 Comments