Sidebar Ads

كيف يمكن أن تؤثر إضطرابات مصر على الإقتصاد العالمي ..تقرير شامل


بالطبع سنجد من ينظر إلى الأمر بكثير من الإستخفاف حول إمكانية تأثير أي إضطرابات محتملة في مصر على الإقتصاد العالمي وهي نظرة لها منطقها بالطبع فمصر ليست دولة صناعية ولا زراعية وإسهامها في الإقتصاد العالمي محدود التأثير بشكل واضح كما أن ثرواتها الطبيعية من معادن ونفط محدود إلى حد بعيد إلى الدرجة التى قد لا تكفي إستهلاكها ، كما أن هناك تراجع متزايد لدورها على الصعيد السياسي على مدار السنوات العشر الماضية لذلك يمكن أن نجد منطقا للإستخفاف بتأثير أي إضطرابات تحدث داخل مصر على الإقتصاد العالمي ، لكن تبقى تلك النظرة ضيقة إلى حد بعيد إذا ما نظرنا للصورة الكاملة


للمتابعة عبر تويتر

للمتابعة عبر صفحتنا الرسمية على الفيسبوك

للمتابعة عبر موقعنا الرسمي

التأثير المحتمل لأي إضطرابات في مصر على الإقتصاد العالمي سيكون كبيرا وبشكل لا يمكن إنكاره أو التغاضي عنه إطلاقا إنطلاقا من عدة أسباب تختلف عن ما يمكن أن تفكر فيه إستنادا إلى التاريخ البعيد ولتوضيح الصورة سنفترض السيناريو الأسوء وهو سقوط الدولة المصرية في حالة فوضي تشبه حالة الفوضي السورية أو الليبية ، في تلك الحالة سنكون أمام متغيرات مؤثرة على العالم كالآتي:

قناة السويس :
رغم تراجع دورها كشريان وممر مائي هام بسبب الإنكماش الإقتصادي العالمي إلا أنها ما تزال البديل الأفضل لأي عملية نقل بضائع أو نفط وأي فوضي في الدولة المصرية قد يضيف لتكاليف النقل قيمة تأمينية عالية أو حتي تحجم شركات التأمين عن تغطية شحنات النفط المارة بالقناة بإعتبارها منطقة إضطرابات وبالتالي سيكون هناك زيادة لتكلفة نقل النفط في غياب بديل حقيقي حتى الآن لا سيما أن طريق الحرير الصينى لا يمثل بديلا حاليا وإن كان سيمثل ذلك البديل في المستقبل

غياب الإحتياطي الإستراتيجي للسعودية:
ندرك جميعا أن العربية السعودية تتعامل كما لو كانت تملك إحتياطيا ستراتيجيا عسكريا يتمثل في قدرة الدولة المصرية على نقل جزء من قواتها للعربية السعودية في أي وقت سواء كانت تلك القوات ستشتبك في عمليات عسكرية في مواجهة تحركات إيرانية أو فقط ستكون عنصر ردع لهذا الشكل من التحركات في ظل تأكيدات واضحة أن أي قوات أمريكية ستكون في الأغلب الأعم ( رمزية إلى حد بعيد ) وسيكون على العربية السعودية التى تشتبك فعليا في حرب مع ميليشيات غير تقليدية في اليمن على طول الحدود أن تواجه معارك أو حاجة لتأمين حدود جديدة في مواجهة إيران ، في حالة الفوضي المصرية ستكون العربية السعودية في حاجة للبحث عن بديل آخر لتغطية خاصرتها المكشوفة وبتكلفة أكبر من تلك التى كان يمكن للقوات المصرية تقبلها وهو بالتالي عنصر هام يؤثر بداية على حالة الخوف في الأسواق من تراجع إمدادات النفط أو تأثرها على المدي البعيد

إنتهاء فرصة اللواء خليفة حفتر في ليبيا
أي فوضي وفقا لذلك السيناريو ستجعل دولة نفطية أخرى عرضة لمزيد من الإضطرابات وهي ليبيا التى مثل فيها اللواء خليفة حفتر عنصر من عناصر الصراع وبصرف النظر عن إتفاقك أو إختلافك معه فإن وجوده على مدار السنوات الماضية حقق الكثير وأصبح جزء من المعادلة وفوضي داخل مصر معناها تحقيق فراغ متزايد داخل الأراضي الليبية سيبحث عن من يشغله وسيكون جزء من الأراضي الليبية في إنتظار ما لا ينتظر من جديد وهو عامل من عوامل زيادة الفوضي وتغذيتها في الداخل الليبي وهو أيضا سيساوي خصما من قدرة ليبيا على توفير المزيد من إمدادات النفط للأسواق العالمية وهي القدرة المتضررة فعليا حتى الآن

إمتداد موجة الفوضي إلى مناطق أخرى قد يكون منها الجزائر
ستمثل أي فوضي داخل مصر فرصة ونموذج لتكرار نموذج الإزاحة الكاملة لحكم الطبقة العسكرية داخل الجزائر التى مازلت في النهاية تحت حكم طبقة عسكرية ، سيمثل الأمر بالنسبة لها أمرا مقلقا قد يدعوها لممارسة مزيد من العنت بينما سيمثل بالنسبة للمعارضين نموذج يتحقق وبالتالي قد لا تكون إنتخابات رئاسية موجهة غير كافية لإمتصاص الغضب وهو ما قد يؤدي لمزيد من الصراع في الداخل الجزائري الأمر الذي قد يشجع على مزيد من الفوضي في بلد نفطي في النهاية ويمثل منطقة إستقرار جنوب المتوسط وهو ما سيعد عنصر قلق على أمن البحر المتوسط

تصاعد تهديد الهجرة غير الشرعية ( السهلة ) إلى أوروبا
في حالة سقوط الدولة المصرية في حالة فوضي سيكون علي أوروبا أن تواجه منفردة موجات هجرة غير شرعية من شواطئ قريبة وفي مناطق لا تحتاج إلى ملاحة بحرية ماهرة لتجاوزها للوصول إلى الشواطئ اليونانية والقبرصية ، الأمر لن يقف على راغبي الهجرة من مصر لكن سيشمل أيضا تحول الأمر لمعبر للقادمين من أفريقيا بالأساس وهو ما سيؤثر دون شك على الإستقرار الأوروبي السعيد بوجود البحر المتوسط كمانع مائي بين القارة الأوروبية والجنوب الأفريقي ، والإقتصاد الأوروبي فعليا ليس في حاجة إلى مزيد من عناصر التوتر والركود لكن سيكون عليه في تلك الحالة مواجهة شكل آخر من أشكال الهجرات الشرعية أكثر تنظيما وأنشط وربما حتى بتكلفة أرخص من تكاليف الهجرات التى تنظمها الجماعات في ليبيا

إسرائيل وخياراتها الصعبة
حتى الآن تتعامل إسرائيل مع الحدود المصرية بإعتبارها حدود آمنة إلى الدرجة التى تدفعها للدخول ضمن مشروع بلوم الجديد وبصرف النظر عن شكل الحكم في إسرائيل فقد تعاملت إسرائيل مع الدولة المصرية على مدار عقود بإعتبارها جبهة آمنة بإستثناء بعض الخروقات التافهة ، أما في حالة فوضي الداخل المصري فسيكون على إسرائيل أن تؤمن حدودها والخوف أن تنظر إسرائيل في ظل حالة فوضي إذا ما غابت الدولة المركزية في مصر ، في تلك الحالة قد تجد إسرائيل من المناسب لها خلق شريط حدودي لتأمين الداخل الإسرائيلي وهو بالطبع سيستدعي مزيد من الإضطراب لتلك المنطقة وسيشهد عمليات عسكرية وتحركات لميليشيات غير منضبطة وقد يحول مناطق من سيناء إلى مناطق وجود لميليشيات منظمة مما يعني إعادة الصراع إلى النقطة صفر مع تأذي دول مجاورة كثيرا كالأردن على سبيل المثال ناهيك عن أنه سيضيف الكثير من القلق حول الممرات المائية في تلك المنطقة

إيران تحقق نصرا وتستبعد عدوا محتملا دون طلقة واحدة
بالطبع إيران على الجانب الآخر تدرك دائما إمكانية الإنغماس المصري في أي مواجهة محتملة سواء ضمن نطاق البحر الأحمر وعلى سواحله أو في عمق الخليج العربي ، وبغياب دولة مركزية أو وقوعها في الفوضي ستكون إيران قد إستبعدت عدوا محتملا وداعما مؤكدا لأنظمة الخليج العربي دون أن تطلق طلقة واحدة وهو ما يعني فعليا مزيد من الضغط على الإمارات والممالك الخليجية في ظل وجود دور أمريكي متراجع لا يريد الإنجرار تحت أي ظرف لنزاع عسكري في المنطقة على الأقل خلال العام الإنتخابي إلى الدرجة التى دفعته إلى تجاهل أزمة الناقلة البريطانية من قبل وعدم الإفصاح عن أي تحرك حقيقي قد يقود إلى أي نزاع مع الدولة الإيرانية التى أثبتت أنها قادرة على إثارة مخاوف الغرب دون تدخل حقيقي من الشرطي الأمريكي

السودان
في الجنوب ستكون السودان وعسكرها على موعد مع تصاعد المطالب المدنية بشكل واضح وسيكون عليهم إفساح مجال أكبر أو التخلي تماما عن مجالهم الحيوي المكتسب منذ الستينات لصالح عناصر مدنية وهو ما قد يؤدي إلى إعادة الصراع لنقطة الصفر مرة أخرى في دولة مازالت تعاني إقتصاديا بشكل كبير ويمكن أن تتأجج فيها الصراعات بين المكونات الطائفية بشكل واسع ليضاف للمناطق الملتهبة في البحر الأحمر منطقة جديدة لا تزال هادئة حتى الآن وفي تلك الحالة سنكون ضمن منقطة مضطربة بشدة على إمتداد ساحل البحر الأحمر تضاف لأزمة متصاعدة في اليمن عند المدخل الجنوبي وفوضي في الصومال التى أصبحت منطقة قرصنة نموذجية ، تلك الحالة لاتساعد إطلاقا على إعتماد تلك المنطقة الجغرافية كمنطقة مواصلات على الأقل وبالتالي سنكون مرة أخرى أمام زيادة منتظرة في تكاليف برميل النفط
للمتابعة عبر تويتر

للمتابعة عبر صفحتنا الرسمية على الفيسبوك

للمتابعة عبر موقعنا الرسمي

سيكون على العالم التعامل مع منطقة متوترة للغاية دون وجود أيا من عناصر الإستقرار بها وفي ظل حالة السيولة تتراجع معدلات التبادل التجاري ( وهي بالأساس تصب في مصلحة الميزان التجاري لدول الغرب بصفة عامة ) وسيكون على الغرب التعامل مع عناصر مقلقة من فقدان أسواق إلى تصاعد التوتر وحتى التهديد الذي تمثله تلك الهجرات غير المشروعة وهو ما يلقي الكثير من العوامل السلبية على إقتصاد منطقة اليورو المثقل بالمشاكل

Post a Comment

0 Comments