Sidebar Ads

لهذه الأسباب إرتفع الدولار رغم خفض الفائدة .. تقرير كامل


تقريبا هي ليست المرة الأولي التى يأتي إستخدام سلاح الفائدة بنتيجة عكسية ، نتذكر آخر رفع للفائدة على الجنيه الإسترلينى والتى أعقبها هبوط لسعر صرف الاسترلينى مقابل باقي العملات ، وبالأمس تم تثبيت الفائدة على اليورو بدلا من خفضها وأتت النتيجة بضعف آخر لليورو بدلا من صعود راهن عليه البعض ... الفائدة أحد المكونات وأسلحة البنوك المركزية لكن ليست كل تلك الأسلحة ... حالة تركيا فجة بعض الشئ من ارتفاعات هائلة لأسعار الفائدة وتدني للعملة التركية ، نعم هناك عدم ثقة في الليرة التركية لكن ندرك بالطبع أن الرفع لا يعني ببساطة تعزيز سعر الصرف



لكن بالنسبة للإقتصاد الأمريكي الأمر مختلف بعض الشئ ، لدينا تجاذبات واضحة وصريحة ، رئيس يريد خفض متدرج للفائدة وفيدرالي غير مقتنع ولا عازم بالضغط على سعر صرف الدولار وبالكاد قام بخفضها ربع نقطة
لكن هذا الفيدرالي لا يمكن التعويل على كلامه إطلاقا ، بالأمس القريب تحدثوا عن رفعات متتالية للفائدة ثم تحول إلى خفض متدرج وانتهي بوعد بعدم الخفض مرة أخرى موضحا أنها مرة واحدة وأخيرة

تلك الكلمات أوضحت أنه لن يكون هناك خفض جديد وأننا سنتعايش مع فائدة دائمة لبعض الوقت بهذا الحجم وهي فائدة إيجابية بينما لدينا معدلات فائدة سلبية من أوروبا وصفرية من أماكن أخرى ، حتى تلك اللحظة الدولار هو صاحب الفائدة الأعلى بين الإقتصادات الكبري

لكن لدينا عامل آخر يعزز قوة الدولار وهو عائد السندات غير المبرر ، حيث تمنح السندات الأمريكية لعشر سنوات عائد قدره 2% وهو عائد كبير للغاية يدفع المستثمرين لبيع ما لديهم من يورو وين وإسترلينى لشراء الدولار الأمريكي كبوابة عبور سحرية لشراء السندات الأمريكية ذات العائد المرتفع قياسا بما هو متوافر في الأسواق من سندات أخرى ذات عائد منخفض ... يجد الدولار ما يعزز من قوته في النهاية وعلى المدي البعيد

ولنا أن نعود مرة أخرى إلى متغيرات من خارج القارة الأمريكية حيث تمر معظم إقتصادات العالم بفترة سيئة ، بريطانيا تائهة بمعنى الكلمة حول ما يحيط بها منذ بداية البريكزت والآن يتولى الأمر رئيس وزراء لا يثق فيه أحد وسارع المشرعون بتكبيله بالكثير لنزع سلطاته تقريبا فيما يخص التعامل مع ملف البريكزت ومازالت بريطانيا قاب قوسين أو أدني من الدعوة لإنتخابات جديدة تمهيدا لإلقاء رئيس وزراء جديد في سلة التاريخ على مذبح فشل التعامل مع ملف البريكزت

أوروبا لديها أزمة فعلية فلدينا بيانات سيئة متلاحقة من ألمانيا ، ولمن يدرك أن اليورو هو المارك الألماني الجديد وأن معظم مكون القيمة به يعود لألمانيا بينما الإسهام الإيطالي ينحصر في أزمات الميزانية وإقرارها ، والإسهام الفرنسي ضعيف بينما باقي الدول التى ضمتها ألمانيا للإتحاد تشكل عامل سلبي بأكثر من كونها عامل إيجابي وكان الخطأ في تعظيم الإنتشار الجغرافي للإتحاد الأوروبي دون النظر لحالة الإقتصادات المنضمة ، كل ذلك يجعل التعويل على ألمانيا بمفردها لقيادة ماركها الجديد ( اليورو ) واقعا ملموسا
لكن ألمانيا قد تخسر مستشارتها ميركل قريبا ولا يمكن التنبؤ بشكل الزخم السياسي الذي قد يدفع اليمين إلى المقدمة أو على الأقل المشاركة بصورة واضحة في حكومة قادمة لا سيما أن هناك الكثير من الغضب على السياسة الحالية التى أتت بكثير من المهاجرين للأراضي الألمانية

يبقى لدينا دول أخرى لديها مشكلات بحجم الجغرافيا مثل استراليا ونيوزلندا المضطرة للتأثر بكل ما يأتي من الصين واقتصادها ، وضمن حالة الحرب التجارية التى لا تتوقف حاليا فإن عملات تلك الدول تتضرر بشدة حتى في مواجهة اليابان التى تحاول الحفاظ على الين ضمن نطاق ضيق من التعاملات وضمن سعر صرف متدني لكن الأجواء حولها قد لا تساعد على ذلك حيث مازال ينظر له البعض كملاذ آمن
لكن يبدو أن الدولار المعتمد على مخزون القيمة الأمريكي الذي لا ينضب أصبح فعليا هو الملاذا الآمن الوحيد حاليا لا سيما أن ثروات العالم تم بنائها بالدولار والإحتفاظ بها بالدولار و مازالت السندات الأمريكية وسندات الخزانة تحصل على مشترين شغوفين حتى اللحظة

في موجهة كل تلك العوامل لم يكن التحرك بسعر الفائدة وحده كافيا لمنح دونالد ترمب دولاره الضعيف الذي يريده ، لكن لا شك ننتظر من الرئيس الأمريكي تحركات ذكية علي هذا الصعيد فرهانه السياسي بالكامل على المحك الآن قرب فترة ولايته الجديدة التى يريد الفوز بها في مواجهة الديمقراطيين والفيدرالي وقطاع واسع من صناع القرار وحتى من المتنفذين في الإدارات الأمريكية


Post a Comment

0 Comments