المتأمل
في شارت اليورو دولار قد يبدو له بشكل خادع أننا ضمن مناطق تصحيح صاعدة لترند هابط
بالأساس وهو ما بنى عليه الكثيرين مراكز البيع من كل تصحيح وهو تحليل شائع قد
يتسبب في خسارة الكثيرين لكن الصورة الكامل قد تمنحنا رأي آخر وهو ما أعتمده شخصيا
لا سيما أنه يتوافق بصورة جيدة مع التحليل الأساسي حيث يمكننا التعامل مع كل تراجع
على اليورو دولار بإعتباره فرصة للشراء وضمن عمليات متعاقبة لتصحيح صعود بدأ منذ
ديسمبر 2016 من مستويات سعرية متدنية وصلت إلى 1.0343 قبل أن يبدأ الصعود منذ ذلك التاريخ
دون تصحيحات هابطة تذكر نحو مستويات 1.253 ، المستويات الدنيا تم تسجيلها بالتوافق
مع صعود مؤشر الدولار نحو 102 وزيادة المخاوف في الإتحاد الأوروبي بفعل الأزمة
اليونانية
مع
بعض الجهود لحلحلة الأزمة إستطاع الزوج أن يبدأ رحلة صعود إستمرت عاما كاملا قبل أن
يحتاج لتصحيح خادع يظنه البعض إنطلاقا نحو مستويات عام 2016 الذي لا تتوافر أسبابه
حاليا فلا الأزمة اليونانية موجودة ولا توجد لدينا في الأفق أزمات مشابهة
لمواجهتها ، ومن ناحية أخرى يظل مؤشر الدولار يحاول على خجل ملامسة مستويات 100
دون نجاح رغم الطفرة الكبري على الداو جونز وناسداك وحتى الأسهم الصغيرة في وول
ستريت
لذلك
أجد أنه من الخادع جدا الإعتماد على فكرة تكرار نموذج تاريخي دون وجود أبطاله أو
أحداثه ، الإتحاد الأوروبي الذي يمثل باليورو المتداول نسخة حديثة من المارك
الألماني الجديد لا يبدو راغبا في فقدان دول أخرى بعد بريطانيا ، إيطاليا لديها
بعض المشكلات لكنها ضمن نطاق المفاوضة والإبتزاز لا أكثر ، حركة السترات الصفراء
في فرنسا يمكن أن تستمر دون توقف طيلة فترة رئاسة إيمانويل ماكرون دون أن يؤثر ذلك
بشكل جدي على حالة الإتحاد الأوروبي الذي يتعامل مع فرنسا بإعتبارها منطقة متاعب
خلفية منذ البداية ، ناهيك عن تراجع حدة المطالبات الإنفصالية في الباسك الأسباني
وهدوء الأمور ضمن مناطق أيرلندا التى صارت ملكية أكثر من الملك في مواجهة كل ما
يخص أو يمس وحدة الإتحاد الأوروبي
أضف
إلي ذلك ما يمثله دونالد ترامب من تهديد بتعريفاته الجمركية والحمائية في مواجهة
القارة العجوز التى تعرف كيف تتصرف بواقعية وتتغاضي عن خلافاتها عندما يتعلق الأمر
بالأسواق والإقتصاد
على
ضوء ذلك يمكننا أن ننظر بشكل فني لأسعار تداول اليورو دولار الحالية لندرك أن أول
أهدافنا المرحلية إذا ما فكرنا في صفقات إستثمارية على الزوج ستكون عند منطقة 1.14
تليها مباشرة منطقة 1.16 قبل أن نعيد إختبار مستويات بداية التصحيح الأخير عند
1.2010
بالتالي
يمكن لأصحاب الحسابات جيدة التمويل أن يقوموا بفتح عمليات شراء بأحجام مناسبة مع
وضع الأهداف على ثلاث مراحل 1.14 ثم
1.16 وأخيرا 1.12 والتى ستكون منطقة
مراقبة هامة لتحديد إذا كنا سنستهدف مناطق 1.26 مجددا أم أننا سنواجه أي تصحيحات
قبل ذلك المستوي
0 Comments