بالطبع
تظل تداولات هذا الزوج لغزا محيرا للمتداولين على المدي القصير والباحثين عن نقاط
قليلة مما يعرضهم لمخاطر جمة بينما الصورة الأكبر تمنحنا نظرة أكثر دقة لطبيعة
تداول الزوج والذي تراجع عن مستوياته القياسية منذ الإستفتاء البريطاني للخروج من
الإتحاد الأوروبي لكن يبقى السؤال : هل تم تسعير كلفة الخروج ضمن مستويات تداول
الجنيه الإسترلينى بصورة واقعية أم أن هناك بعض التهويل وتعظيم الخسائر الذي يدفع
الصغار للتخلص من ما في أيديهم من الجنيه الإسترلينى بينما يبقى أصحاب النظرة
الإستثمارية على ما لديهم ويزيدون حيازتهم من الجنيه الإسترلينى تحسبا لصعود منتظر
خلال الفترة القادمة
إذا
أخذنا في الإعتبار أننا كنا نتداول بالأساس عند مستويات تقل أو تزيد عن 1.50 قبل
الإستفتاء البريطاني فإننا نتذكر ولا شك أننا وأثناء الإستفتاء وحتى بعد خروج
نتيجة الإستفتاء للعلن بشكل رسمي لم نشهد إنهيارات أكبر من 1.28 لكن ما نتذكره جيدا هو الفلاش كراش غير المبرر
حتى اللحظة والذي هبط بالزوج خلال دقائق نحو مستويات الـ 1.14 وهو هبوط لم يفسره
أحد سوي بأنه ناتج عن خوارزميات التداول وبلعبة لم يفهمها أحد من جهة أو جهات قررت
دفع الجنيه الإسترلينى نحو الهبوط بشدة قبل أن تعيد الشراء بعد دقائق من مستويات
لن يعود إليها مجددا ، حادثة مثل هذه حدثت من قبل وأطلق عليها ( الإصبع السمين )
عندما برر أحد البنوك حدوث تداولات كبيرة على أحد الأزواج مما شكل ضغطا على
الأسواق وتسبب في ما يشبه الفلاش كراش بأن أحد موظفيه ضغط دون عمد على أحد الأزرار
فوضع حجم صفقة كبير لم يكن مخطط له مسبقا مما تسبب في حالة الفلاش كراش تلك ... لم
يكن تفسيرا جيدا ولا مقنعا لكن لم يملك أحد وقتها تفسيرا آخر ، وفي حالة الفلاش
كراش للجنيه الإسترلينى لم يقدم أحد حتى تفسيرا تافها مثل ذلك ... إختصارا لم يكن
هناك تفسير ولن نعرف الحقيقة على ما يبدو
لكن
سرعان ما إستعاد الجنيه الإسترلينى عافيته لينطلق نحو مستويات الـ 1.4 خلال أقل من
عام من وصوله لأقل سعر تداول مسجل وظلننا نتداول هبوطا من تلك اللحظة من القمم
المسجلة بين ديسمبر 2017 و مارس 2018 هبوطا نحو مستويات الـ 1.23 بحلول ديسمبر
2018 لنشهد بعض التعافي مع بداية العام نحو المستويات الحالية
لذلك
إذا كان البائعين يعولون على هبوط قادم بفعل الخروج من الإتحاد الأوروبي فهم ضمن
رهان غير مؤكد ( مالم يتدخل أحد لفتح صفقات الفلاش كراش ) وإذا كان القطيع يتجه
نحو البيع حاليا في ظل لهجة تعتبر إيجابية من الإتحاد الأوروبي تجاه بريطانيا
وتسهيل بتأجيل الخروج مع بعض المشاكسات من المعارضة البريطانية فيجب أن نتعامل مع
الأمر بإعتبار أننا أمام عملة تمرض ولا تموت وكل الدلائل تشير إلى قدرة الجنيه
الإسترلينى على الصمود ضمن مستويات تداول مريحة للإقتصاد البريطانية فلا هم مهتمين
بإعادة الجنيه الإسترلينى نحو مستويات الـ 1.5 مما يحد من قدرتهم التنافسية التى
يحتاجونها لجذب إستثمارات و تسهيل التصدير ، ولا هم مستعدين للتصرف على طريقة
اليابان السعيدة بضعف عملتها فذلك سيكبد البريطانيين الكثير لذلك قد تكون مستويات
1.4 هي الأقرب للتوقع لا سيما أن الدولار الأمريكي مقدر وفقا لكثير من الدوريات
بأكثر من قيمته لذلك لم نشهد مستويات الـ 102 على مؤشر الدولار الأمريكي بينما
نشهد زيادة حيازات الذهب التى يتجه لها الفيدرالي الأمريكي حاليا بينما نرى أيضا
الذهب قادرا على البقاء أعلى الـ 1200 طوال الوقت رغم فقاعة المؤشرات التى تجذب
المستثمرين نحو التخلص من حيازات الذهب لصالح التداول الخطر على المؤشرات
هل
يعني ذلك أن شراء الجنيه الإسترلينى آمن
لنفترض
أننا مقبلين على إتخاذ قرار في ذلك الأمر وبصورة واضحة بعيدا عن متداولي الـ (
سكالبر ) الأقرب إلى موائد المقامرة والروليت الروسي ، لدينا (أصل ) إذا إستبعدنا
حادثة الفلاش كراش فإن أدني مستويات تداوله هي 1.20 المسجلة في 17 يناير 2017
وأعلى مستويات تداوله خلال مروره بأزمة غير مسبوقة هو 1.43 المسجلة في 18 إبريل
2018
هذا
يعني ببساطة أننا أمام مناطق شراء واضحة للـ ( أصل ) مع مناطق دعم ممتازة إذا ما
نظرنا للأمر بشكل إستثماري بحت ، وهو ينطبق أيضا على تداول الجنيه أمام الين
الياباني ربما حتى بأرباح منتظرة أكثر بكثير من التى نصبوا إليها أمام الدولار
الأمريكي
الطريف
أننا قد نشهد فلاش كراش في الإتجاه الآخر قد يصيب بائعي الإسترلينى بخسائر فادحة
إذا ما قرر الكبار أن يمارسوا لعبتهم مرة أخرى للشراء في الأيام القادمة
0 Comments