خلال
الثلاثين يوما الماضية يمكننا أن نلمس بوضوح توجه الصناديق الكبري لزيادة حيازاتها
من الذهب الذي لم يتراجع خلال تلك الفترة عن قمته المسجلة قرب الـ 1345 إلا قليلا
حتى الآن رغم ما أعلنته الحكومة الإيطالية عن عزمها بيع الذهب الإيطالي لتغطية عجز
الموازنة
ربما
كان السبب في عدم تأثير التصريحات الإنفعالية للحكومة الإيطالية على أسعار الذهب
هو ما يدركه المتداولين من أن روسيا على سبيل المثال تنتظر أي كميات تجارية متاحة
للشراء بينما لا تخفي الصين رغبتها في زيادة حيازاتها من الذهب بينما أصبح واضحا
أن هناك حتى من داخل القارة الأوروبية توجها واضحا لشراء الذهب حتى مقابل اليورو
والذي وصل بسعر الذهب مقابل اليورو إلى آفاق الـ 1190 قبل أن يتراجع قليلا نحو الـ
1160 والتى لا نثق فيها كمستوى مناسب سواء للشراء أو البيع
لكن رغم تراجعات الذهب الأخيرة أمام
الدولار فإننا لا يمكننا أيضا أن ننظر لها بمثابة نهاية للترند الصاعد للذهب مقابل
الدولار فتراجعات الذهب نحو مناطق الـ 1320 ليست كافية للتأكد من إنتهاء الإتجاه
المصر على شراء الذهب حاليا مع ملاحظة أن ما يخرج من أموال الأسهم والمؤشرات
الأمريكية يتجه مباشرة إلى الذهب خلال الفترة الماضية وهو ما يعنى أن هناك مخاوف
من إنفجار فقاعة المؤشرات والأسهم الأمريكية والتى قد تعصف أيضا بالمؤشرات والأسهم
الأوروبية
ولا ننسي بالطبع أننا أمام حالة
فريدة في الإقتصاد الأمريكي : رئيس يريد دولار ضعيف ومؤشرات قوية وحيازات أقل من
الذهب في مواجهة بنك فيدرالي يحاول زيادة سعر الفائدة وكتلة ديمقراطية ترفض كل
التوجهات الإقتصادية للرئيس وتحقيقات قد تطال الرئيس نفسه بعد أن طالت العديد من
أعضاء فريقه أو العاملين معه
إختصارا في أمريكا لدينا رئيس قد
يفقد منصبه ( وهو إحتمال يبقى نظريا حتى الآن ) و بنك فيدرالي يسير عكس إتجاه
الرؤية الإقتصادية للرئيس ، و كتلة ديمقراطية تفعل ما بوسعها لإفشال أي شئ ينتمي
للرئيس
عناصر مثيرة للفزع بالنسبة لمتداولي
الأسهم والمؤشرات الذين يدركون أن ترامب حول نفسه من بداية رئاسته إلى ( محرك دفع
) للمؤشرات والسندات الأمريكية ويعتبر إرتفاعها إنجازا وبالتالي فإن ما يهدد
الرئيس تحول إلى تهديد مباشر لتلك المؤشرات والأسهم
في أوروبا الأمر ليس بهذا الوضوح
لكنه أيضا معقد ومفتوح على كل الإحتمالات بداية من السترات الصفراء الفرنسية التى
قد تعصف بالرئيس الفرنسي ، والحكومة الإيطالية المشاكسة ، والخروج البريطاني الممل
والطويل وليس نهاية بالمتاعب الأسبانية
كل تلك العوامل تشكل دعما للذهب لكن
لا يمكن على ضوء كل ذلك أن نتخلي عن المعايير الفنية عندما نتوجه لشراء الذهب
توصية
التداول
على
شارت الأربع ساعات سنجد أن الذهب لديه دعم قوي عند 1322 بينما المقاومة الأقوى هي
1340 وبين المنطقتين يمكن أن يتحرك الذهب صعودا وهبوطا متأثرا بخبر أو تصريح أو
حتى إعتمادا على صفقات المتداولين الصغار وعبثهم بالأسواق
لكن
لو نظرنا لمؤشر القوة النسبية سنجد أنه يميل بشكل سلبي حاليا بينما حافظ الذهب على
تداولاته أعلى متوسطات 50 يوم لكن يمكن له أن يتنازل في أي وقت عن ذلك وهو ما يمكن
أن يدفعه بسرعة نحو مناطق الدعم 1322 والتى ستمثل خط دفاع هش وكسره سيكون له أثر
نفسي قد يدفع بالذهب للتراجع نحو 1295
لذلك
لا نفضل التورط في الأسواق حاليا لا بيعا ولاشراء قبل أن تصبح الرؤية أكثر وضوحا
لكن بالنسبة للمتداولين بأهداف صغيرة يمكنهم ان يتداولوا وحتى إشعار آخر كالآتي
وضع
أوامر معلقة للبيع من مستويات 1345 مع جني
ربح عند 1335
وضع
أوامر معلقة للشراء من مستويات 1322 مع جني ربح عند 1330
بالنسبة
للمتداولين بأهداف كبيرة لا يوجد ما يغري للدخول لسوق الذهب حاليا وسنتابع تحركات
الذهب علي مدار الأسبوع قبل أن نقرر كيف سنتداول عليه خلال الأسبوع القادم
ويمكن متابعة التوصيات والتحليلات الخاصة بي عبر
موقعي الرسمي
تويتر
فيسبوك
0 Comments