Sidebar Ads

بالتفاصيل : صناع السوق يستعدون للإستيلاء على أموال صغار المتداولين في البورصات العالمية

قبل نحو ثلاثة أعوام كان الإقتصاد العالمي يواجه أربع مشكلات رئيسية ، إفلاس اليونان ، دعوات الخروج من الإتحاد الأوروبي وإستفتاء الخروج البريطاني من الإتحاد الأوروبي ، و أزمة القرار السويسري التى أطاحت باليورو
قبل أن يواجه العالم تلك المشكلات كانت أسعار تداول العملات الرئيسية مقابل الدولار في المتوسط كالآتي
اليورو دولار  1.3
الباوند دولار 1.5
الذهب مقابل الدولار  1350
مع ظهور بوادر الأزمات تراجعت أسعار العملات الرئيسية مقابل الدولار لنبدا رحلة سقوط العملات أمام الدولار ليسجل اليورو دولار تراجعا حادا أعقبه إنهيار الجنيه الإسترلينى ثم تراجع الذهب بدوره أسفل مستويات 1100
في تلك الفترة سيطرت على الأسواق حالة من الرعب مما دفع بالمتداولين للتخلص من كل شئ والإتجاه لشراء الدولار ، حاولوا الإحتفاظ بقيمة ما لديهم بشراء الدولار ، كل المؤشرات كانت تشير إلى أن الأصل الوحيد الذي يمكن الثقة به هو الدولار
في ذلك الوقت شهد مؤشر الدولار قفزات حادة وصلت به إلى حدود الـ 102 بينما تراجعت أسعار النفط بحدة لتسجل مستويات أدني الـ 35 دولار للبرميل نزولا من مستويات أعلى من 100 دولار للبرميل


لكن ذلك لم يكن جيدا لأحد لأن أسعار التداول لم تكن واقعية لأسباب كثيرة
أولا: اليورو هو المارك الألماني القديم لكنه يرتدي قناع جديد ، ومعظم ما يحتويه اليورو من قيمة هو بالأساس يمثل قوة الإقتصاد الألماني
وألمانيا لم تكن مستعدة للتخلي عن عملتها الجديدة ، قد تطيل المفاوضات مع اليونان لكنها لن تسمح بخروج اليونان من الإتحاد الأوروبي والذي قد يدفع دول أخرى إلى الخروج أيضا من الإتحاد الأوروبي لذلك كان كبار المتداولين يراهنون على شراء اليورو وينتظرون اللحظة المناسبة للقيام بالصفقات الكبيرة
سويسرا من جانبها كانت قد مهدت لتراجعات حادة لليورو بعد قراراها بالتوقف عن شراء اليورو وعندما ظهرت بوادر أزمة اليونان كانت المخاوف وحالة الهلع هي المسيطر على الأسواق مما منح كبار المتداولين فرصة لن تعوض لشراء اليورو من قاع سحيق مقابل الدولار ومقابل باقي العملات الأخرى

مع الإستفتاء البريطاني تراجع سعر صرف الجنيه الإسترلينى لأدني مستوياته لكن أعقب ذلك وبصورة لم يستطع أحد تبريرها حتى الآن حادثة ( الفلاش كراش ) التى إنخفض فيها سعر صرف الجنيه الإسترلينى إلى ما دون 1.2 مقابل الدولار وقد حدث ذلك خلال دقيقتين فقط ، وتبقى تلك الحادثة لغزا حتى الآن

الذهب بدوره شهد تراجعا حادا بتأثير من تحليلات كبار المحللين اللذين أعلنوا أن الذهب سيتداول ضمن ثلاثة أرقام عشرية وأن الذهب لم يعد ملاذ آمن
أعقب ذلك المبالغة في قوة الدولار إستنادا إلى المكاسب التى يحققها مؤشر الدولار الأمريكي والإقبال على شراء المؤشرات الأمريكية

لكن الإقتصاد الواقعي كان شيئا آخر
اليونان لم تخرج من الإتحاد الأوروبي
الخروج البريطاني يتم إفراغه من محتواه
الرئيس الأمريكي الجديد لا يدخر جهدا لإضعاف الدولار الذي أفقد أمريكا القدرة على التصدير والجذب السياحي

دونالد ترامب لا يمثل السبب المباشر في بداية تراجع الدولار لكنه فقط يمثل الضوء الأخضر لذلك ، الدولار تم تقييمه قياسا للمضاربات الحادة وإكتسب مزيد من القوة إعتمادا علي تحليلات مغرضة لكن الدولار لم يكن بتلك القوة على الإطلاق
إنه عالم المضاربات حيث تحاك المؤامرات الذكية لدفع الأسواق في إتجاه قبل أن يبدأ صناع السوق وكبار المتداولين في تعديل الإتجاه وإدارة الدفة
الآن نحن نشهد بداية العودة إلى مستويات تداول أعوام 2013 و 2014 ، نادي الكبار الذي يسيطر على الأسواق شعر خلال الشهر الماضي والحالي بأن هناك من تنبه إلى بداية العودة لتلك المستويات فضغط مستخدما إحتياطات مالية كبيرة لإعادة المستويات للخلف كي يمنح المتداولين الفرصة للإصابة بالهلع ويجبرهم على الإكتفاء بالخسائر العائمة والخروج من الصفقات صحيحة الإتجاه 
هي تقريبا الحركة الأخيرة والتى قد تمتد إلى أي مدي زمني لازم لنجاح ذلك التحرك قبل السماح بالعودة و بسرعة لمستويات أعوام 2013 و 2014

الطريف أن الذهب الذي لم يتراجع لمستويات الـ 1200 والنفط الذي يواصل الصعود ومؤشر الدولار الأمريكي المتراجع ، كل ذلك لم يلفت نظر أحد إلى أن المؤامرة على وشك الإكتمال وأن ما يشاهدونه غير ما يحدث في الواقع

المقال منشور أيضا على المواقع التى الصديقة التى ننشر بالتعاون معها

Follow-up of recommendations and market analysis can be followed through exclusive sites to publish recommendations on

Through social platforms

Via your mobile

Post a Comment

0 Comments